مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ومنظمة الصحة العالمية ينظمان تدريباً دولياً على علاج تعاطي المخدرات ورعايتها أثناء الحمل
كييف (أوكرانيا)، 18 كانون الأول/ديسمبر 2019 - نظم مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية في إطار برنامج المكتب ومنظمة الصحة العالمية لعلاج الارتهان للمخدرات ورعايتها، تدريباً دولياً بشأن تحديد وإدارة اضطرابات تعاطي المواد المخدرة في الحمل.
شارك أكثر من 30 ممارساً صحياً، بمن فيهم أطباء التوليد، وأطباء النساء، وأخصائيو رعاية حديثي الولادة، والممرضات، فضلاً عن المتخصصين في علاج اضطرابات تعاطي المواد المخدرة من أوكرانيا ومولدوفا وبيلاروس في حلقة العمل التي استمرت ثلاثة أيام، وعقدت في الفترة من 11 إلى 13 ديسمبر 2019 في كييف.
ووفقا للتقرير العالمي عن المخدرات الذي يعده مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإن 35 مليون شخص في العالم يعانون من اضطراب تعاطي المخدرات ويحتاجون إلى العلاج. وفي حين أن امرأة واحدة من كل ثلاثة أشخاص يتعاطون المخدرات من النساء، فإن امرأة واحدة فقط من كل خمسة أشخاص في العلاج.
ووفقاً للدراسات ذات الصلة من مناطق مختلفة، يتفاوت تعاطي المخدرات بين الحوامل تفاوتاً كبيراً ويعكس الاختلافات في توافر المخدرات، والعمر، والوضع الاجتماعي والاقتصادي، وطرق الفحص. المادة الأكثر شعبية أثناء الحمل هو تعاطي التبغ، تليها الكحول والقنب والكوكايين. وأبرزت منظمة الصحة العالمية أنه لا يوجد حد آمن لاستخدام أي مادة أثناء الحمل. وغالباً ما تكون خدمات العلاج غير متاحة أو متاحة للنساء والحوامل اللاتي يعانين من اضطرابات في تعاطي المخدرات. ولا يزال عدم المساواة بين الجنسين والوصم يشكلان عائقا كبيرا أمام حصول النساء الحوامل على الخدمات.
وغطت حلقة العمل التي عقدها المكتب ومنظمة الصحة العالمية الجوانب الصحية العمومية والجوانب السريرية لإدارة اضطرابات تعاطي المخدرات أثناء الحمل، مع مراعاة الاحتياجات السريرية الخاصة وكذلك أوجه الضعف البيولوجية النفسية والاجتماعية للمرأة. وتفيد التقارير بأن النساء اللائي يعانين من اضطرابات تعاطي المخدرات يعانين من معدلات عالية من القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، وكثيرا ً ما تعرضن لشدائد في مرحلة الطفولة مثل الإهمال البدني أو الإيذاء أو الاعتداء الجنسي.
وكما أبرزت أنيا بوسي، مسؤولة البرامج في قسم الوقاية والعلاج وإعادة التأهيل التابع لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، خلال الملاحظات الافتتاحية في التدريب، "يمكن أن يكون الحمل حافزا قويا للشروع في علاج اضطرابات تعاطي المخدرات. ولجميع ممارسي الرعاية الصحية دور هام في فحص تعاطي المواد المخدرة أثناء الحمل وتقديم الدعم الكافي للحوامل، بما في ذلك الحصول على خدمات العلاج والرعاية الشاملة القائمة على الأدلة التي تتناسب مع احتياجاتهن.
وقدم التدريب لمحة عامة عن المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية بشأن تحديد وإدارة تعاطي المواد المخدرة واضطرابات تعاطيها أثناء الحمل،واطلع على المخاطر المرتبطة بتعاطي المواد المخدرة أثناء الحمل، وأدخل دليل جيب لدعم المهنيين الصحيين غير المتخصصين العاملين مع النساء الحوامل في جهودهم الرامية إلى تقديم خدمات سريرية فعالة.
وكان التركيز الرئيسي في التدريب على الأدوار التي تلعبها لمعرفة المزيد عن الفحص لاستعمال المواد المخدرة والتدخلات القصيرة التي يقدمها مهنيو الرعاية الصحية. كما أدخل المكتب ومنظمة الصحة العالمية المزيد من استراتيجيات الإدارة السريرية للحوامل اللائي لديهن اضطرابات في تعاطي المخدرات والرعاية القائمة على الأدلة للمواليد الجدد. واختتمت حلقة العمل بعملية نظرية التغيير التي حدد فيها جميع المشاركين أولويات وإجراءات هامة لزيادة فرص الحصول على خدمات جيدة لإدارة تعاطي المخدرات واضطرابات تعاطي هامدة في الحمل كل في حد ذاته البلدان.
وقالت طبيبة صحية من كييف شاركت في الاجتماع إنها فحصت خلال حياتها المهنية الطويلة كطبيبة نسائية العديد من النساء الحوامل المدخنات أو اللواتي يشربن، وغالباً ما لم تكن تعرف ماذا تفعل من أجل المساعدة. وفي نهاية التدريب، شعرت بثقة أكبر في السؤال عن تعاطي المواد المخدرة بطريقة غير حكمية وتقديم تدخلات موجزة أو إحالات أخرى للنساء اللواتي يتعاطين مواد أو اللاتي يتلقين اضطرابات أكثر حدة في تعاطي المواد المخدرة.
هناك ولايات دولية قوية لمعالجة علاج اضطرابات تعاطي المخدرات للنساء: في عام 2016، خلال الدورة الاستثنائية المعنية بالمخدرات، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة (UNGASS, 2016) إلى الحصول دون تمييز على الخدمات الصحية والرعاية والاجتماعية في برامج الوقاية والرعاية الأولية والعلاج، بما في ذلك تلك المقدمة للأشخاص في السجن أو الاحتجاز قبل المحاكمة، والتي يجب أن تكون على مستوى مساو ٍ للمستويات المتاحة في المجتمع، وضمان حصول النساء، بمن فيهن النساء المحتجزات، على إمكانية الحصول على الخدمات الصحية والرعاية الأولية والعلاج. الخدمات الصحية الملائمة والمشورة، بما في ذلك تلك التي تحتاج إليها بشكل خاص أثناء الحمل. كما أصدرت لجنة المخدرات قرارات هامة، بما في ذلك بشأن تعزيز الاستراتيجيات والتدابير التي تلبي الاحتياجات المحددة للمرأة في سياق البرامج والاستراتيجيات الشاملة والمتكاملة للحد من الطلب على المخدرات (2012) وتعميم المنظور الجنساني في السياسات والبرامج المتصلة بالمخدرات (2016).